تُعْتَبَر آدَابُ اَلْحَدِيثِ وَآدَاب اَلِاسْتِمَاعِ مِنْ أَرْفَعِ اَلْآدَابِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ، فَقَدْ حَثَّ عَلَيْهَا دِينُنَا الْإِسْلَامِيُّ، قَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ اَلْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُت . "
فَالْإِنْسَانُ إِذَا أَحْسَنَ كَلَامَهُ أُحِبَّهُ النَّاسُ وَإِذَا أَسَاءَ فِي كَلَامِهِ كرْهَهُ اَلنَّاسُ. وَمِنْ آدَابِ الْحَدِيثِ: أَنْ نَخْتَارَ مِنْ اللَّفْظِ أَحْسَنَهُ وَمِنْ اَلْكَلَامِ أَجْمَلَهُ ، فَإِذَا أَخْطَأَ اَلْمُتَحَدِّثُ فَلَا نَقُولُ لَهُ أَخْطَأَتْ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُضَايِقُهُ وَيُحْزِنُهُ ، وَلَكِنْ نَقُولُ لَهُ : لِي رَأْيٌ آخَرُ ؛ فَرُبَّمَا كَانَ عَلَى صَوَابِ وَأَنْتَ عَلَى خَطَأٍ .
حَدِّث اَلنَّاس مَا نَظَرُوا إِلَيْكَ وَالْتَفَتُوا إِلَيْكَ فَإِذَا وَجَدَتْ مِنْهُمْ عَدَمَ اِنْتِبَاهِ فَاصْمُتْ.
وَمِنْ آدَابِ اَلْحَدِيثِ أَيْضًا : اَلْبُعْدُ عَنْ كَلَامِ اَللَّغْوِ وَالثَّرْثَرَةِ اَلَّذِي لَا فَائِدَةً مِنْهُ ، وَحُسْنُ اَلْإِصْغَاءِ لَمِنْ هُوَ أَكْبَرُ سِنًّا وَأَعْلَى عِلْمًا ، وَعَدَمُ مُقَاطَعَةِ اَلْمُتَحَدِّثِ ، وَأَلَّا يَتَحَدَّثَ اِثْنَانِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ ، وَمُحَادَثَةُ اَلنَّاسِ بِوَجْهٍ بَشُوشٍ مُبْتَسِمٍ.
وَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ صَوْتُكَ بِقَدْرِ مَا يَسْمَعُهُ اَلْحَاضِرُونَ ، فَلَا هُوَ مُرْتَفِعٌ فَيُزْعِجهُمْ ، وَلَا مُنْخَفِضٌ فَلَا يَصِلُ إِلَى بَعْضِهِمْ . , |